تعديل سلوك الأبناء سلوك الأبناء والأطفال له علاقةٌ وطيدة بتربيّة الأهل الخاطئة، إمّا بسبب التساهل وعدم المبالاة، أو بسبب عدم معرفة الطّرق الصحيحة للتربيّة، فالتفكير السليم والمنطقي يجب أن يتركّز على عدّة أمور يجب على الأهل معرفتها، ويجب عليهم أولاً أن يسألوا أنفسهم كيف نعدّل من سلوكنا كأهل حتى نستطيع تعديل سلوك أبنائنا؟
الكثير من الناس يلجؤون إلى الإنترنت للبحث عن طُرُق التربيّة الحديثة والفلسفيّة المثاليّة، ولكن في نهاية المطاف ينتهي بهم الأمر في سؤال الأهل وكبار السّن عن طُرق التربيّة السليمة، وهذا الذي يجب أن يحدث من البداية من دون أن يتكبّر الأهل على نصائح الأمهات والجدّات، لأنّ النصائح العصريّة الموجودة بكثرة في الإنترنت وجدت خصّيصاً لأساليب التربية الغربيّة، والتي لا تناسب كلّها التربيّة العربية الإسلاميّة. في هذا المقال سنقدّم لائحةً بأهم الخطوات والوصايا التي يجب أن يطبقها الأهل لتعديل سلوك الأبناء.
كيفيّة تعديل سلوك الأبناء
- يتوقّع الأهل بأن الأطفال سوف يتوقّفون عن فعل السلوكيات الخاطئة على الفور بمجرّد أن يقوموا بنهي الطّفل عن الخطأ، ولكن هذا ليس صحيحاً لأنّه سوف يواصل فعل الخطأ مرّاتٍ عديدة بعد التنبيه، لذا يجب على الأهل أن يكونوا صبورين وحازمين في التعامل مع الأطفال ومتابعتهم بكلّ حزم، ولكن بعقلانيّة بمعنى أنّ الأهل لا يستطيعون أن يغيّروا شخصيّة الطفل بين ليلةٍ وضحاها لكي يترك كل عاداته السيّئة أو يُقلل منها، فالطفل لا يستطيع أن يقوم بتغيير جذري بفترة زمنيّة قصيرة.
- الأطفال أو الأبناء الكبار عندما يقومون بعملٍ خاطئ يكون وراؤه هدفاً معيّناً يريدون الحصول عليه، ويتحتّم على الأهل معرفة الأمر الذي يدفع أبناءهم بالقيام بهذه الحركات والسلوكيات الخاطئة؛ فمثلاً الأبناء المراهقون يميلون إلى التصرف بعصبيّة من خلال نوبات الغضب لتخويف الآخرين في الأسرة للحصول على مرادهم، لذا يجب على الأهل أن يكونوا واعين بالتصرف مع الأبناء والتوضيح لهم أنّ كل هذه الحركات لن تؤدي إلى أية نتيجة، وأن الحل الأنسب والأفضل هو من خلال الطلب بكلّ هدوءٍ واحترام حتى ينال كل ما يريده.
- إذا بدأ الأهل بمحاولة تعديل سلوك وتصرفات الطّفل بعدَ أن أصبح واعياً سيصعب عليهم التعامل معه وسيستغرق الأمر وقتاً أطول من تعديل سلوك الطفل الصغير، لذا يجب التركيز على خصلةٍ سيئةٍ واحدةٍ فقط في كل فترةٍ من الزّمن، لأنّ محاولة التعديل الجذري والسريع سوف يؤدي إلى حصول نتائج عكسيّة وسيؤثّر سلباً على نفسيّة الطّفل، كما يمكن أن تُسبب مشاكل أكبر بكثير من الموجودةِ، لذا يجب على الأهل أن ينتبهوا إلى هذه النقطة وأن يتعاملوا مع الطفل بالطريقة المثاليّة؛ لأنّهم هم من يقومون بصقل شخصيّاتِ أبنائهم.